مبادرة “أدبيات”: دعوة لإحياء الفصاحة كجزء من الهوية

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتطغى فيه اللهجات العامية وحتى اللغات الأجنبية على المشهد العام، تأتي مبادرة “أدبيات” التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين كصرخة ضرورية للعودة إلى الأصل: اللغة العربية الفصيحة. في حوار تلفزيوني مع الإعلامي حسن الساعي، شرح الدكتور عبد الله فرج، وهو قامة إعلامية وثقافية، جوهر هذه المبادرة وأبعادها العميقة.

لا تقتصر “أدبيات” على كونها دروساً في الأدب بمفهومه التقليدي، بل هي، كما أوضح الدكتور فرج، دعوة صريحة “للعودة إلى الفصاحة” [02:14]. يرى الدكتور أن جمال المرء يكمن في “أصغريه: قلبه ولسانه” [02:14]، واللسان الفصيح هو أداة التعبير الأسمى التي تحفظ للعقل قيمته.

المبادرة تبتعد عن التقسيمات الأكاديمية لعصور الأدب [01:51]، لتغوص في تطبيقات عملية نحتاجها يومياً. لقد قسّم الدكتور فرج الأدب إلى “أدب الحوار”، “أدب المقابلة”، “أدب الجلوس”، وحتى “أدب الفكاهة” [09:29]. بهذا، هو لا يعلّم اللغة كقواعد جافة، بل يقدمها كأسلوب حياة متكامل، يجمع بين فصاحة اللسان ورقي السلوك.

لم يخفِ الدكتور عبد الله ألمه “وضيق صدره” [05:46] عندما يستمع إلى أخطاء لغوية فادحة (لحن القول) تصدر من إعلاميين، وهم الشريحة التي ركزت عليها المبادرة بشكل خاص [05:35]. ففي نظره، “المذيع هو وجه قطر” [14:29]، وهو المرآة التي تعكس صورة الدولة أمام العالم. ومع ترقب حدث عالمي ضخم بحجم كأس العالم [15:13]، يصبح الاهتمام باللغة والهوية ضرورة وطنية.

إن هذه المبادرة، المدعومة من وزارة الثقافة والمؤسسة القطرية للإعلام [10:59]، تؤكد أن “الثقافة هي الهوية” [14:43]. هي ليست مجرد مشروع ثقافي عابر، بل هي استثمار حقيقي في الجيل الجديد، وتذكير بأن الحفاظ على لسان عربي مبين هو حفاظ على جوهر الهوية القطرية والعربية في مواجهة التحديات العالمية.

اترك تعليقا

زر العودة إلى الأعلى

اشترك في نشرتنا الإخبارية

هل تريد أن تكون على اطلاع بآخر الصيحات؟ اشترك في مدونتنا وكن أول من يتلقى أحدث الأخبار من جميع أنحاء العالم!

Whoops, you're not connected to Mailchimp. You need to enter a valid Mailchimp API key.

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك وتقديم محتوى مخصص لك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على سياسة الكوكيز الخاصة بنا.