علي فرج الأنصاري

رائد من روّاد التعليم في قطر

علي بن فرج الأنصاري من الجيل الأول الذي حمل مسؤولية بناء التعليم الحديث في قطر. وُلد في بيئة قطرية بسيطة تقدّر العلم، ونشأ على قيم الانضباط والمسؤولية وخدمة المجتمع.


البدايات

بدأ تعليمه في زمن كانت فيه المدارس قليلة والإمكانات محدودة. التحق بإحدى المدارس الأهلية التي أسّسها الرواد الأوائل للتعليم النظامي في قطر. أظهر منذ صغره اهتمامًا بالتعلّم ونقل المعرفة، ما دفعه لاحقًا لاختيار مهنة التعليم.

في خمسينيات القرن العشرين، كانت البلاد تمر بمرحلة تأسيس النظام التعليمي الرسمي، فالتحق الأنصاري بسلك التدريس، وكان من أوائل القطريين الذين ساهموا في نشر التعليم في مختلف المناطق.


العمل التربوي

عمل علي فرج الأنصاري معلمًا ثم مشرفًا تربويًا، وتدرّج في المناصب التعليمية حتى أصبح من الكفاءات المعتمدة في وزارة التربية والتعليم.
تميّز بأسلوبه الصارم والمنظّم في الإدارة، وقدرته على بناء علاقات إنسانية قوية مع طلابه وزملائه.

ساهم في تطوير مناهج التعليم العام، وأسهم في إعداد جيل من المعلمين القطريين الذين تولّوا مسؤوليات قيادية فيما بعد. كان يؤمن بأن التعليم ليس مهنة بل رسالة، وأن المعلم هو القدوة التي تُشكّل وعي الأجيال.


المرحلة الإدارية والإشرافية

في السبعينيات، شغل الأنصاري مناصب إشرافية في المدارس القطرية، وتولّى مسؤوليات إدارية ساعدت في تنظيم العملية التعليمية.
كان من الذين شاركوا في خطط تحسين البيئة المدرسية وتدريب الكوادر الوطنية في وقت كانت الدولة تعتمد فيه على معلمين من الخارج.
اعتمدت عليه الوزارة في ضبط الانضباط المدرسي، وفي نشر ثقافة الجدية والالتزام بين الطلبة.


الجانب الإنساني والثقافي

إلى جانب نشاطه التربوي، امتلك الأنصاري اهتمامات علمية وثقافية واسعة.
مارس هواية تحنيط الحيوانات بدقة علمية، واهتم بتوثيق هذه التجارب كجزء من شغفه بالعلوم الطبيعية.
تناولت جريدة الشرق القطرية في عددها الصادر في 16 فبراير 2022 حوارًا موسّعًا معه تحدّث فيه عن تجاربه الحياتية، وذكرياته في التعليم، وامتنانه للشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الذي دعمه في تجاوز فترة صعبة من حياته (الشرق القطرية، 16 فبراير 2022).


الإرث العائلي والتربوي

ورث أبناؤه عنه حبّ الوطن والانضباط في العمل.
ويُعد ابنه السفير طارق بن علي الأنصاري أحد أبرز الدبلوماسيين القطريين، وقد شغل مناصب تمثيلية مهمة في وزارة الخارجية، مما يعكس الامتداد الطبيعي لقيم والده في الجيل التالي.


أثره وبصمته

لم يُعرف لعلي فرج الأنصاري مؤلفات مطبوعة، لكن إرثه الحقيقي كان في الإنسان.
في الطلاب الذين تتلمذوا على يديه، وفي المدارس التي ساهم في تطويرها، وفي الوعي التربوي الذي نشره في قطر خلال عقود طويلة من العمل.

بقي اسمه رمزًا للمعلّم المخلص الذي علّم بالقدوة، وخدم وطنه بصمت، وساهم في بناء جيل قاد النهضة التعليمية الحديثة في دولة قطر.

اترك تعليقا

زر العودة إلى الأعلى

اشترك في نشرتنا الإخبارية

هل تريد أن تكون على اطلاع بآخر الصيحات؟ اشترك في مدونتنا وكن أول من يتلقى أحدث الأخبار من جميع أنحاء العالم!

Whoops, you're not connected to Mailchimp. You need to enter a valid Mailchimp API key.

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك وتقديم محتوى مخصص لك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على سياسة الكوكيز الخاصة بنا.